---

محليات

قصيدة بمناسبة استشهاد الإمام الجواد عليه السلام | الشاعر علي عسيلي العاملي

السبت June / 17 / 2023

ويْكِ يا عينُ فنوحي جَزَعا *** لشبابٍ كلَّ قلْبٍ صَدَعا

مُقْلةُ الدِّينِ لهُ ابيَضَّتْ أسىً *** وبهِ احدودبَ حتَّى وقعا

وعليهِ المصطفى والمرتضى *** قدْ أقاما مأتمَ النَّعْيِ معا

وبكتْ فاطمُ فالبابُ على *** ضلعِها التَّاسعِ ها قدْ دُفِعا

ذا تقَيُّ الآلِ يا لهفي لهُ *** كَبْدُهُ بالسُّمِ صارتْ قِطعا

"أُمُّ قتلٍ" ليسَ فضلٍ غَدَرتْ *** بأبِي الجودِ فلاقى المصْرعا

بابَ بابِ اللهِ حقداً غَلَّقتْ *** فغدا فرْداً يُقاسي الوجعا

أفتديهِ زاحفاً للسطحِ قدْ *** ضَعُفَتْ كفَّاهُ مِمَّا جرَعا

تحتَ حرِّ الشمسِ وافى حتْفُهُ *** عجباً والضَّوءُ منهُ سطعا !

ورَّمَ السُّمُّ لهُ أعضاءَهُ *** ودمٌ منْ جِلْدِهِ قدْ نقَعا *

مِنْ على السطحِ  رَمَوْهُ للثرى *** يا لَرُزءٍ للثُّريَّا زعزعا !

ظلَّ مُلْقىً كحُسينٍ جدِّهِ *** وثلاثاً نعشُهُ ما شُيِّعا

آهِ لكنْ لمْ يُبَضَّعْ جِسْمُهُ *** وعلى رأسِ القنا ما رُفِعا

لا ولمْ تنْظُرْ إليهِ أُختُهُ *** وخيولُ الكفرِ ترقَى الأضْلُعا

سَمعتْ صوتَ عظامٍ كُسرتْ *** ورأتْ ما القلبُ منهُ انخلعا :

ما كفاهُمْ سلبوهُ ثوْبَهُ *** سلبوا خاتمَهُ والإصبعا

*«كما في جنّات الخلود : تورّم جسده وكان يقطر جلده شبه الدم ، فلمّا قضى نحبه أمر المعتصم بأن يرموا جسده الشريف من أعلى السطح إلى الأرض ، ومنع الناس أن يحملوه ويشيّعوه ويدفنونه ويدنوا منه ، وبقي جسده ملقى على الأرض أياماً بلا غسل ولا كفن ولا دفن ، وكان يسطع منه رائحة المسك والعنبر ، فلمّا علم المعتصم ذلك خاف الفتنة وخشي الفضيحة أمر بدفنه.» نور الأبصار للشيخ المازندراني ٢٧٦