تشكل السمنة في مرحلة الطفولة تحديا كبيرا لأجسامهم، لكن المخاوف الحقيقية تنبع من الأبحاث التي توصلت إلى تأثيرات ضارة بدماغ الصغار.
في السابق أظهرت الأبحاث التي أجريت على البالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة وجود صلة مع ضعف صحة الدماغ، لكن الدراسات الكبيرة على الأطفال كانت مفقودة.
الآن، أجرى الباحثون أكبر دراسة طويلة الأمد لنمو الدماغ وصحة الطفل في الولايات المتحدة، حيث وجدوا أن زيادة الوزن ومؤشر كتلة الجسم (BMI) مرتبطان بالتغيرات السلبية في الدماغ.
السمنة هي حالة تحدث عندما يعاني الشخص من زيادة الوزن أو الدهون في الجسم، ما يؤثر على صحته العامة، ويعاني واحد من كل 5 أطفال أمريكيين منها وفقًا للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
بحثت دراسة جديدة كيف يؤثر زيادة الوزن على أدمغة الصغار، حيث قام فريق البحث بتقييم البيانات من دراسة التطور المعرفي لدماغ المراهقين (ABCD) التي تضم 11878 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 9-10 سنوات من 21 مركزًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ووفقا لموقع medicalnewstoday، تم استبعاد الأطفال الذين يعانون من اضطراب في الأكل وأمراض عصبية ونفسية أو إصابات دماغية رضحية، وأجريت الدراسة على 5169 طفلا بينهم 51.9% إناث.
وراجع الباحثون النقاط الخاصة بمؤشر كتلة الجسم للأطفال، واستخدموا صور الرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد التغيرات الهيكلية الدقيقة أو الشكلية في أدمغة الأطفال.
وخلصت الدراسة إلى أن زيادة الوزن في مرحلة الطفولة مرتبط بتراجع صحة الدماغ، وبالتحديد التغيرات في المادة البيضاء، وأيضا مرتبطة بانخفاض سمك المادة الرمادية القشرية، وانخفاض الاتصال الوظيفي.
ومن المقرر تقديم الدراسة في الاجتماع السنوي لجمعية الطب الإشعاعي لأمريكا الشمالية (RSNA).
وقال الدكتور توماس بوث، استشاري التشخيص والأشعة العصبية التداخلية من King’s College London، والذي لم يشارك في هذا البحث، إن "هذه نتائج رائعة في مجموعة كبيرة تسلط الضوء على استخدام التصوير العصبي كعلم أساسي".
بينما قالت هالي بيشوف، أخصائية التغذية المسجلة ومالكة Rūtsu Nutrition، إن "هذا البحث يساعد في إلقاء الضوء على سبب أهمية الوقاية من السمنة لدى الأطفال".
وأضافت بيشوف لـMNT: "تعد صحة الدماغ ونموه أمرًا بالغ الأهمية خلال المراحل المبكرة من الحياة، وإذا كانت هناك مخاطر معروفة بين سمنة الأطفال وضعف الوظيفة الإدراكية فمن المهم اتخاذ إجراءات وقائية".